تصاعدت التكاليف الاقتصادية والتبعات الدبلوماسية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، الإثنين 3 فبراير/شباط، إذ انخفضت قيمة الأسهم الصينية بنحو 400 مليار دولار، بينما وجّهت الحكومة الصينية إصبع اتهام إلى الولايات المتحدة قائلة إنها عملت على بث ونشر الخوف بدلاً من تقديم أي عون.
تراجعت الأسواق عند الفتح في أول جلسة لها بعد عطلة طويلة بمناسبة العام القمري الجديد بدأت يوم 23 يناير/كانون الثاني عندما أدى ظهور الفيروس إلى وفاة 17 شخصاً في ووهان.
كما محا المستثمرون القلقون نحو 400 مليار دولار من قيمة الأسهم الصينية، وهبط مؤشر شنغهاي المجمع نحو 8% في أسوأ أداء ليوم واحد في أكثر من أربع سنوات.
جاء ذلك رغم ضخ البنك المركزي الصيني أكبر قدر من السيولة في الأسواق المالية منذ 2004، حيث ضخ 1.2 تريليون يوان (173.8 مليار دولار) في الأسواق عبر اتفاقات إعادة شراء عكسية للسندات، وأيضاً بالرغم من تحركات تنظيمية لكبح البيع على ما يبدو.
وجَّهت الحكومة إصبع اتهام إلى الولايات المتحدة قائلة إنها عملت على بث ونشر الخوف بدلاً من تقديم أي عون. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ إن الولايات المتحدة كانت أول دولة تقترح السحب الجزئي لموظفي سفارتها والأولى التي فرضت حظر سفر على الصينيين.
أضافت هوا في إفادة صحفية عبر الإنترنت: «كل ما فعلته يمكنه فقط زرع ونشر الخوف، وهو ما يعد مثالاً سيئاً». وتابعت أن الصين تأمل أن تصدر الدول أحكاماً وتتصرف بمنطقية وهدوء وتستند إلى العلم.
وقالت اللجنة الوطنية للصحة إن عدد الوفيات في الصين الناجمة عن الفيروس الجديد الذي ظهر في مدينة ووهان بإقليم هوبي بوسط البلاد في ديسمبر/كانون الأول ارتفع إلى 361 حتى الأحد 2 فبراير/شباط بزيادة 57 حالة عن اليوم السابق.
منذ ذلك الحين تم إعلان الفيروس الذي يسبب أعراضاً تشبه الإنفلونزا حالة طوارئ عالمية وانتشر ليصل إلى نحو 24 بلداً ومنطقة. وتم الإعلان عن أول وفاة خارج الصين، أمس الأحد، حيث توفي صيني عمره 44 عاماً في الفلبين بعدما سافر إليها من ووهان.
بينما لا تزال ووهان وغيرها من المدن في حالة عُزلة مع فرض قيود شديدة على السفر إليها، وتواجه الصين عزلة دولية متزايدة أيضاً بسبب القيود المفروضة على الرحلات الجوية من وإلى البلاد وحظر دخول الوافدين من الصين.
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن مستشفى تم بناؤه في ثمانية أيام فقط لعلاج المصابين بالفيروس في ووهان سيبدأ في استقبال المرضى الإثنين. ويضم المستشفى 1000 سرير. وشارك أكثر من 7500 عامل في المشروع الذي بدأ يوم 25 يناير/كانون الثاني وانتهى مطلع الأسبوع.
كما تقوم الصين ببناء مستشفى ثانٍ في ووهان يضم 1600 سرير، ومن المقرر أن يصبح جاهزاً في الخامس من فبراير/شباط.
بينما تحاول الدول منع وصول الفيروس إليها عن طريق حظر السفر فيما تُخرج أيضاً مواطنيها العالقين من ووهان. وتخطط الولايات المتحدة، التي نقلت بعض رعاياها الأسبوع الماضي، «لمزيد من الرحلات الجوية». ومن المقرر أن تبدأ روسيا في إجلاء مواطنيها من ووهان اليوم الإثنين. وعلقت أيضاً رحلات قطارات الركاب المباشرة مع الصين.
فيما أجلت أستراليا 243 شخصاً بينهم الكثير من الأطفال من ووهان اليوم الإثنين وستضعهم في حجر صحي في جزيرة نائية.
المصدر: رويترز