واصلت الليرة السورية انهيارها حتى وصلت قيمتها في السوق السوداء إلى 680 ليرة مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى لها منذ استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي عام 1946، مما أدى إلى ارتفاع إضافي للأسعار.
ومنذ نهاية العام الماضي بدأ سعر صرف الليرة بالهبوط تدريجيا في السوق السوداء من 500 ليرة مقابل الدولار حتى وصل الثلاثاء إلى 650 ليرة، قبل أن يبلغ الأحد 680 ليرة، وهو "المعدل الأدنى في التاريخ" بحسب رئيس تحرير النشرة الاقتصادية الإلكترونية "سيريا ريبورت" جهاد يازجي.
وحدد المصرف المركزي التابع للنظام السوري السعر الرسمي لسعر صرف الدولار بـ434 ليرة، علما بأن الدولار كان يساوي 48 ليرة سورية قبل اندلاع الثورة في 2011.
وقالت نشرة "سيريا ريبورت" إن انخفاض قيمة الليرة لا يعود فقط إلى العقوبات الأميركية والأوروبية، فقد تأثر أيضا بارتفاع الطلب على الدولار في لبنان المجاور، لأن بيروت تعد سوقا أساسيا للدولار بالنسبة للمستوردين السوريين الذين يستخدمون النظام المصرفي اللبناني في تجارتهم.
وأشارت النشرة إلى أنباء ترددت مؤخرا عن قرار الرئيس بشار الأسد وضع ابن خاله المستثمر الكبير رامي مخلوف في الإقامة الجبرية، مما ألقى بظلال قاتمة على الاقتصاد المتدهور.
ويقول مستثمرون محليون إن العملة تأثرت أيضا بتبدد الآمال في أن تشجع مكاسب الأسد في ساحة المعركة الأثرياء السوريين في الخارج على البحث عن فرص في الاقتصاد الذي دمرته الحرب، كما تخلى البنك المركزي -الذي يرأسه حازم قرفول- إلى حد بعيد عن جهوده في الأشهر الأخيرة لدعم قيمة الليرة من أجل حماية احتياطياته الأجنبية القليلة.
وتسبب تداعي العملة في ارتفاع التضخم وازدياد معاناة السوريين، كما ذكرت مصادر في المعارضة أن بعض الأسواق أغلقت أبوابها بمدينة حماة.
المصدر : وكالات