أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، الأربعاء، إدراج آثار حضارة مملكة سبأ القديمة بمحافظة مأرب، التي تعود إلى القرن 11 قبل الميلاد، في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
وذكرت منظمة اليونسكو في بيان لها، إنها "أدرجت معالم مملكة سبأ القديمة بمأرب في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر".
وتعد مملكة سبأ أبرز الحضارات التي احتضنتها اليمن، وذكرت في القرآن والكتب السماوية الأخرى، ولا تزال معالمها وآثارها شاهدة حتى اليوم في محافظة مأرب بينها معبد أوام، التحفة المعمارية القديمة جنوب مدينة مأرب.
ومعالم مملكة سبأ القديمة، هي ملكية متسلسلة تضم سبعة مواقع أثرية تشهد على مملكة سبأ الغنية وإنجازاتها المعمارية والجمالية والتكنولوجية من الألفية الأولى قبل الميلاد حتى وصول الإسلام حوالي 630 م.
ويضم المعلم بقايا مستوطنات حضرية كبيرة مع المعابد الضخمة والأسوار والمباني الأخرى. ويعكس نظام الري في مأرب القديمة براعة تكنولوجية في الهندسة الهيدرولوجية والزراعة على نطاق لا مثيل له في جنوب شبه الجزيرة العربية القديمة، مما أدى إلى إنشاء أكبر واحة قديمة من صنع الإنسان.
واستخدمت لجنة التراث العالمي، إجراءاً طارئاً لإدراج هذا الموقع في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
وتوفر قائمة التراث العالمي المعرض للخطر إمكانية الوصول إلى المساعدة الدولية المعززة، الفنية والمالية على حد سواء، وتساعد في حشد المجتمع الدولي بأكمله لحماية المواقع.
في السياق بارك وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني، لليمن عامة ومحافظة مأرب خاصة بهذا القرار الذي قال إنه "جاء تتويجاً لجهود ثلاثة أعوام لفريق عمل مكون من وزارة الإعلام والثقافة والسياحة والسلطة المحلية في محافظة مأرب والمندوبية الدائمة لبلادنا في اليونسكو".
وأضاف الارياني لوكالة الأنباء الرسمية، إن لجنة التراث العالمي في اجتماعها الاستثنائي (18) في باريس برئاسة المملكة العربية السعودية اقرت وضع "آثار مملكة سبأ في مأرب" على قائمة المواقع المعرضة للخطر نظراً لحالة الحرب التي تمر بها البلاد.
واوضح أن القرار نص على"حث الحكومة اليمنية على دعوة مجموعة من الخبراء لدراسة حالة المواقع والرفع بتقارير فنية للجنة التراث المادي، وتوفير الموارد لحمايته وإدارته".
ولفت الارياني الى أن تسجيل آثار مملكة سبأ في مأرب على قائمة اليونسكو للتراث المادي، جاء نظراً للأهمية التاريخية وما تتمتع به هذه المواقع من الأصالة والتفرد.
وأشار إلى أن عدد المواقع المسجلة على القائمة من الجمهورية اليمنية أصبح خمسة مواقع، ونتطلع للعمل على تسجيل مواقع أخرى في المستقبل.
وتقدم الارياني بالشكر لكل من تعاون في انجاز هذا الملف التاريخي وعلى رأسهم عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة، ودولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك.
وأشاد بجهود المندوبية الدائمة لبلادنا في اليونسكو برئاسة الدكتور محمد جميح، وفريق عمل الوزارة، إضافة الى دور وزير الثقافة السابق مروان دماج.
ولفت إلى انه تم تشكيل لجنة تحت اشراف العرادة، ووزير الإعلام والثقافة والسياحة، وفريق عمل بقيادة جميح، كما شكلت الوزارة اول فريق عمل وطني متخصص في اعداد ملفات التراث، والذي قام بالتعاون مع الخبراء الدوليين في اعداد ملف آثار مملكة سبأ في مأرب.
وثمن الوزير الارياني دور المندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو رئيس الدورة الاستثنائية للمنظمة رقم (18) الأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن، المنعقدة في باريس، لدعمها اعتماد القرار والذي هو امتداد لمواقف الاشقاء في المملكة الداعمة لبلادنا في مختلف الجوانب.