قطع خردة وحُلُم كانا كل ما يملكه الشاب اليمني أشرف العواضي في بداية مشواره، حيث وجد أمامه كومة من الخردة في ورشة والده القديمة، بحيّ السنينة غربيّ العاصمة اليمنية صنعاء. وبعكس والده، الذي ظل لسنوات يعمل على تلحيم السيارات وتصليحها، انشغل أشرف العواضي بملاحقة حلمه، وخلال أقل من ثلاثة أشهر استطاع العواضي أن يحول السيارات القديمة والتالفة إلى سيارات حديثة ومتنوعة الأشكال والأحجام بمواصفات عالمية، حيث قام بتجميع وتوليف كل ما هو تالف ومرميّ، وأعاد تصنيعه ليصبح كأنه جديد.
وقال أشرف لـ"العربي الجديد": "منذُ طفولتي أساعد والدي في الورشة، وأقضي معظم وقتي فيها، وكنا نحتاج إلى بعض المعدات للورشة، وأقوم بابتكارها وإعادة صناعتها من الخردة الموجودة، فالحاجة أم الاختراع كما يقولون".
يضيف: "هناك الكثير من السيارات القديمة وقطع الخردة منتشرة بشكل كبير في الحارات وأحياء صنعاء وأحواش المرور، لذلك أقوم من خلال مشروعي بإعادة تدوير هذه السيارات المتهالكة لتصبح سيارات حديثة بسرعة تفوق ما كانت عليها أضعافاً".
ويؤكد العواضي أن فكرته في "إنقاذ السيارات القديمة والتالفة، ليست محصورة بالعاصمة صنعاء فقط، بل في كل المحافظات اليمنية، في إشارة إلى مشروعه الإبداعي الكبير في تحويل السيارات القديمة إلى حديثة ليقدم خدمة لأسرته ومجتمعه".
وعن ظروف عمله قال أشرف: "أعمل بإمكانات بسيطة، وأعيد تصنيع كل قطعة بيدي دون أي دعم أو تشجيع من أحد، بل كان البعض يضعفون معنوياتي ويحاولون إعاقتي بكلامهم بأن ما أقوم به عبث ومضيعة للوقت والمال. لكن ذلك التنمر ومحاولة إحباطي شكلا تحدياً إضافياً إلى جانب الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وازداد طموحي بأن أحطم كل القيود وأنجح في مشروعي".
وأضاف: "عملت ليل نهار، وفي أقل من تسعين يوماً أصبحت تلك السيارة المتهالكة جاهزة وحديثة. انبهر الجميع بما لا تصدقه أعينهم وتهافتوا لأخذ صور سيلفي مع السيارة، وبات الكثير من الناس يتواصلون معي لإعادة تصنيع سياراتهم القديمة والتالفة".
(العربي الجديد)