"في بداية العمل كان التسويق لمنتجاتنا يقتصر على التسويق الشبكي عبر متعاونين ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن اليوم صار لدينا فريق عمل متكامل يتكون من 10 أشخاص يساعدوننا في الصناعة والتسويق".
بهذه الكلمات ردت هبة ناظم على سؤال "الجزيرة نت" عن كيفية العمل والتسويق لمنتج البخور العدني الذي بات يشكل طوق نجاة من البطالة للعديد من النساء العدنيات اللائي اتخذن من صناعة وتسويق البخور فرصة للعيش والبقاء في خضم تصاعد الفقر والبطالة.
ونجحت هبة التي تتخذ من صناعة البخور العدني فرصة للرزق والعيش في تطوير عملية تسويق منتج البخور، من خلال فتح مراكز تجارية في مديريتي المنصورة وكريتر بمدينة عدن جنوب البلاد، بعدما كانت محدودة عبر متعاونين ونقاط بيع في محلات محددة.
ويبلغ عدد صانعات منتج البخور العدني بأنواعه، وفق اتحاد مالكات المشاريع الصغيرة في عدن، أكثر من 60 امرأة، كثير منهن تخرجن من الجامعة ولم يتحصلن على فرص عمل بسبب توقف التوظيف.
وتقول هبة -وهي مالكة محل هبابة للبخور والعطور- "إن عدم استقرار العملة اليمنية كان له الأثر الأكبر في انحدار منحنى المبيعات، حيث انقسم سوق المنتجات إلى سوق يتبع الشرعية وآخر يتبع حكومة صنعاء، واتخذنا قرارا ببيع بعض المنتجات بالعملة الأجنبية والبعض الآخر بالعملة المحلية".
تراجع القدرة الشرائية
وفي وقت تشهد مدينة عدن، احتجاجات شعبية على انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار، أوقفت أم معين وهي من النساء الشهيرات في صناعة وتسويق منتج البخور العدني، العمل بسبب تدهور العملة، مؤكدة أن التوقف عن العمل سيستمر حتى تستقر العملة ويتحسن وضع الشعب، فمواد البخور تشترى بالريال السعودي والدولار، ولا يوجد سعر ثابت لهما، وهذا ما ينفر الزبائن، وفق أم معين.
وأضافت أن البخور يعد من الكماليات فالناس تبحث عن لقمة العيش وهو الشيء الأساسي لسد جوعها فتخلت عن الشيء الثانوي، ولذا تراجعت القدرة الشرائية ولم يعد الناس يستطيعون الشراء سوى الطبقة المقتدرة من مغتربين أو تجار.
خيبة أمل
تقول نوال علي إن صناعتها وبيعها للبخور، أسهما في تحسين معيشتها واستطاعت أن تساعد أسرتها في توفير بعض المتطلبات، وإنها تكسب شهريا مبلغا ماليا يتراوح بين 200-300 دولار، لكن عدم الاستقرار في الأسعار وتصاعدها اليومي يعرضها لخسائر في الأرباح، وتشعر نوال والحاصلة على مؤهل جامعي بخيبة أمل بسبب تأثير كورونا على العمل، حيث قالت إنها لم تتمكن من إرسال منتجها لبعض دول الخليج، وهو ما يكلفها أعباء إضافية جراء تدهور العملة.
وتعتمد جودة البخور العدني على جودة العود المستخدم والعطور غير المخففة، وتختلف جاهزية المنتج من صنف لآخر للعرض، حيث يحتاج بعضها لفترة تتراوح بين 6-12 شهرا ليكون جاهزا فيما تسمى بعملية التعتيق، ويتجاوز عدد أنواع البخور العدني 40 نوعا، وتتفاوت أسعاره بحسب الجودة بين 35-100 دولار.
وكشف إحصاء لمنظمة العمل الدولية أن نسبة النساء اليمنيات العاملات 6% من القوى العاملة باليمن، وتشغل 7% فقط منهن وظائف، ووفق التقرير فمن بين 293 ألف امرأة تم توظيفهن قبل الصراع كان حوالي نصفهن يعملن في الزراعة، بينما كان ثلثهن يعملن في قطاع الخدمات.
وانخفضت عمالة الإناث في سنوات ما بعد الحرب وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2017 بنسبة 28%، مقارنة بانخفاض 11% في نسبة عمالة الذكور.
المصدر/ الجزيرة نت
أخبار ذات صلة
الجمعة, 23 أبريل, 2021
النساء البائعات في الأسواق.. معاناة مضاعفة في نهار رمضان من أجل العيش (تقرير خاص)
الاربعاء, 06 مارس, 2019
بسبب البطالة وغلاء المعيشية.. العنوسة ترتفع في اليمن
الإثنين, 17 مايو, 2021
في ظل حرب تحصد الرجال.. النساء في الريف صمام أمان لتأمين الغذاء