في مجتمعها المحافظ، تحاول اليمنية هناء الكبسي (40 عاما) إحداث قدر من التوازن بين التصورات السائدة عن دور المرأة وبين شغفها الشخصي بالتصوير في بلد سقط في دوامة الحرب والعنف منذ سنوات.
انطلقت في عملها كمصممة جرافيك بعد أن تخرجت في الجامعة وتخصصت في برمجة الكمبيوتر عام 2004.
بعد ذلك بدأت في التقاط صور للعائلات في 2009 وتقدمت بخطوات واثقة على طريق تطوير عملها وصولا إلى عام 2011 عندما اجتاحت المظاهرات البلاد وأفضت إلى سقوط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
أدت الفوضى اللاحقة إلى توقفها عن العمل.
استأنفت هناء نشاطها في 2015. وعندما زاد الطلب على خدماتها، أسست استوديو أطلقت عليه (هيو آرتس) وظّفت فيه مصممات ومحررات للصور ومقاطع الفيديو.
تقول «كمصورة صعب أن أتقيد كما يفكر في المجتمع كامرأة أن أجلس كما أنا، أتمنى إن شاء الله مع الأيام ومع الوقت أن يتطور الفكر.. يعطونا حرية أكثر في الحركة ويخف التركيز علينا قليلا.. أنا امرأة لكن أنا مثلي مثلك. أقدر أشتغل، أقدر أخرج وأقدر أنجز وأقدر أبدع».
أتاح لها الاستوديو عنصر الخصوصية المطلوب بشدة في مجتمع لا يقبل قيام الرجال بتصوير النساء أو حتى تحرير صورهن أو مقاطع الفيديو التي يظهرن فيها.
كما وفّر لها ركنا خاصا للإبداع في التصوير الفوتوغرافي في مكان مغلق، على حد قولها.
تضيف «كنت محتاجة لبرنامج.. ركن خاص بي. جميل أن أخرج لعمل جلسات تصوير.. صور عرس خارجية. أصور الناس في بيوتهم. كان شيء لطيف.. لكن كنت محتاجة إلى ركن خاص بي.. إضاءتي.. الاستوديو الخاص. هذا حمّسني إني أفتح مكتبي الخاص».
وتقول «العروسة من وقت ما تحجز عندنا، المكتب تقريبا نساء فقط، فيه خصوصية كاملة لها إلى وقت ما تستلم مني الصور. في أمان تام. وتكون العروسة أكثر حرية وأكثر سعادة إنها وثّقت عرسها بكل لحظاته وأوقاته وبأجمل طريقة».
يتركز اهتمامها الآن على تصوير حفلات الزفاف والاحتفالات الخاصة، وترغب في أن تُتاح لها فرصة استكشاف العالم خارج الاستوديو دون خوف من نظرات الناس وأحكامهم.
المصدر: رويترز