بأرواح أرهقتها الحرب، وعيون تتعلق بأهداب الفرح، يحاول اليمنيون الاحتفال بالأعياد والمناسبات، في الحدائق والمتنزهات والمواقع الأثرية بعيدا عن ميادين القتال.
ومنذ عام 2014، يشهد اليمن حربا دامية، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وحل عيد الأضحى المبارك باليمن هذا العام، في ظل ظروف معيشية معقدة، إثر ارتفاع الأسعار، وانقطاع الرواتب، وتدهور قيمة العملة المحلية، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية.
ورغم المعاناة منحت "دار الحجر" الأثرية في العاصمة صنعاء، التي كانت مقصدا سياحيا للعرب والأجانب قبل سنوات الحرب، زوارها في عيد الأضحى عبارة عن نفحات البهجة والسعادة.
فن معماري فريد
و"دار الحجر" أو قصر "ظهر" التاريخي، ورد ذكرها في النقوش اليمنية القديمة، بخاصة نقش النصر، مقترنًا بمدينة ظهر التي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن السابع قبل الميلاد.
وتقع "دار الحجر"، التي بنيت أواخر القرن الثامن عشر للميلاد، بوادي ظهر، ويبعد حوالي 15 كم شمال غرب العاصمة صنعاء، وتتميز بتصميم هندسي أثري وبناء معماري فريد.
الدار مبنية على صخرة جبلية، ترتفع نحو 35 مترا عن سطح الأرض، على أنقاض قصر قديم كان يعرف بحصن "ذي سيدان" الذي بناه الحميريون (مملكة حمير) عام 3000 قبل الميلاد، حسب المراجع التاريخية اليمنية.
وتعرضت الدار للدمار مرات عديدة وأعيد ترميمها في بداية القرن العشرين على يد الإمام يحيى حميد الدين.
ويضم الدور الأول من الدار غرف للحراس وعمال القصر، وفي الدور الثاني يوجد بئر عمقها حوالى 70 مترا تزود الدار بالمياه، ويتوزع حول هذه البئر مطابخ ومخازن ومطاحن حجرية للحبوب.
وفي الجهة الشمالية من الدور الثاني للقصر حفرت مغارات متوسطة العمق، قيل إنها استخدمت مقابر قديمة لسكان القصر.
وفي الدور الثالث، تنتشر غرف عائلية ذات جهات مختلفة يتم استخدامها حسب فصول السنة، فهناك الغرف الصيفية الباردة، وأخرى باتجاه الشمس لتظل دافئة خلال فصل الشتاء، وما يميزها إطلالتها الساحرة على الوديان الخضراء.
وتوجد في الدور الثالث أيضا شرفة واسعة مزودة بأحواض مائية كانت تستخدم للغسيل، إضافة لغرف النوم المزودة بخزانات جدارية لحفظ الملابس والمجوهرات والمقتنيات الثمينة.
والدور العلوي الأخير، كان مخصصا للملك وعائلته ويتكون من غرف ومفارج واسعة حتى يتمكن الجالس فيها من رؤية أكبر قدر من المناظر الطبيعية المحيطة بالقصر.
وفي باحة القصر الواسعة، يوجد جناح استقبال خارجي، يطلق عليه اسم "الشذروان"، وهو مبنى منفصل عن القصر، ويتكون من مقيل صيفي له ساحة مسيجة بنوافذ خشبية افتراضية.
رقصة البرع
يقول أسامة الجلال، أحد زوار الموقع للأناضول، إن رؤية المواقع الأثرية والتاريخية تمنح النفوس بهجة قادرة على محو مؤقت لآثار الدمار الذي خلفته الحرب.
ويضيف الجلال: "نأتي الى دار الحجر لنعيش أفراح العيد ولنستمتع برقص البرع (رقصة يمنية تقليدية)".
وتُصنّف البرَع اليمنية، كرقصة جماعية مقتصرة على الذكور تحاكي في تنقلاتها المبارزات القتالية والتكتيك الحربي ومهارات الاصطفاف والانقضاض والكرّ والفرّ.
بدوره، يوضح غيلان البكالي، أحد زوار "دار الحجر" للأناضول، أن "المواقع الأثرية تعد من المقاصد السياحية المميزة في الأعياد باليمن".
ويضيف: "فرض الحصار والحرب على اليمن ظروفا معيشية صعبة رغم أنها بلد عامرة بالمواقع الأثرية والتاريخية التي كانت تجلب في الماضي عوائد هائلة مع قدوم السياح من مختلف العالم".
ومنذ عام 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، وباتت الزيارات إلى "دار الحجر" الأثرية قاصرة على سكان المحافظة، بعد أن كانت تستقبل يوميا مئات الزوار من مختلف أنحاء البلاد.
ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، فمنذ 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
الأناضول
أخبار ذات صلة
الخميس, 22 يوليو, 2021
"قلعة القاهرة".. أيقونة فرح عيدي في تعز رغم أوجاع الحرب
الثلاثاء, 20 يوليو, 2021
وكالة: عيد صعب في اليمن مع ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة الريال