انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر يومنا هذا الأثنين، القاضي العلامة والشيخ المجتهد محمد بن اسماعيل العمراني، مفتي الجمهورية اليمنية، بعد عمر ناهز المئة عام، قضى معظمها في تلقي العلم الشرعي وتدريسه والأجتهاد فيه.
ولقب الشيخ العمراني بـ"الشوكاني الصغير"، نسبة إلى شيخ الإسلام الإمام محمد بن علي الشوكاني، الذي كان العمراني أحد طلابه البارزين.
ونعت وزارة الأوقاف اليمنية للأمتين العربية والإسلامية وفاة العلامة العمراني، في بيان نعي صدر عنها صباح اليوم، أعتبرت فيه أن وفاته تمثل خسارة كبيرة للسّاحة الفقهية والقضائية والدعوية لمرجعية علميّة معتبرة، وعلَما من أعلامها الكبار..
وجاء في بيان الوزارة:
الحمدلله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، والصّلاة والسلام على من جعل ورثته العلماء والدعاة.. وبعد
ببالغ الأسى والحزن، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعي إلى الأمتين العربية والإسلامية وفاة مفتي الجمهورية، وعالم الأمة، وشيخ الملة، وراوي أحاديث السنة، قاضي القضاة وعلّامة اليمن العالم المجتهد محمد بن إسماعيل العمراني الذي وافته المنية فجر يومنا هذا الاثنين، الثاني من ذي الحجة 1442 هجرية عن عمر تجاوز القرن من السنين.
ولد رحمه الله في صنعاء القديمة وهو من بيت علم وقضاء، فجده القاضي العلامة محمد بن علي العمراني، كان من أبرز تلاميذ شيخ الإسلام الإمام محمد بن علي الشوكاني، وكان في حياته العلمية يميل إلى الاجتهاد، ولم يتعصب لمذهب معين في حياته؛ متأثرا بشيخه بالواسطة الإمام الشوكاني، حيث يُعتبر امتدادًا علميًا له.
لقد ذاع صيت الفقيد، وانتشر علمه، واتسع تدريسه، حتى صار معروفا بين أقطار المسلمين وفي أصقاع الأرض.
له إسهاماته العلمية المتميزة خلال مسيرته الطويلة، حيث عمل في القضاء، كما عمل في مجال التدريس، وفي حلقات المساجد منذ وقت مبكرة من حياته وحتى وفاته، وكان رحمه الله محل ثقة الخاصة والعامة؛ إذ توافدت إليه الفتاوى من داخل اليمن وخارجها.
وبرحيل العلامة المجتهد القاضي محمد بن إسماعيل العمراني تخسر السّاحة الفقهية والقضائية والدعوية مرجعية علميّة معتبرة، وعلَما من أعلامها الكبار، ولكن عزاؤنا أنه قد خلف من بعده مئات العلماء السائرين على دربه، على امتداد ربوع اليمن والعالم الإسلامي.
لقد كان شيخنا رحمه الله أحد الأئمة الأعلام والفقهاء الكبار، بل كبير علماء اليمن بلا منازع، ومرجعهم عند التنازع.
إننا في وزارة الأوقاف والإرشاد بهذا المصاب الجلل والخطب العظيم نعزي أنفسنا ونعزي اليمنيين قيادة وشعبًا، والأمتين العربية والإسلامية، والعزاء لأولاده وأهله وأحفاده وطلابه ومحبيه،
كم ندعو اليمنيين عقب صلاة الظهر لإقامة صلاة الغائب في جميع مساجد الجمهورية على الفقيد الكبير، سائلين المولى عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يجزيه عنا وعن المسلمين خيرا، وأن يأجرنا في مصيبتنا ويخلف بخير ..إنا لله وإنا إليه راجعون
صادر عن وزارة الأوقاف والإرشاد.
الثاني من ذي الحجة ١٤٤٢ هجرية
الموافق ١٢ من شهر يوليو ٢٠٢١ ميلادية