صدر للكاتب والصحفي اليمني أحمد الشلفي كتابا جديدا بعنوان "الرحيل عن الجنة" عن دار روزا للنشر في العاصمة القطرية الدوحة.
الكتاب، الذي جاء في 241 صفحة، يمكن وصفه بأنه نوع من أنواع السيرة الذاتية، استخدم فيها الكاتب تقنيات السرد في قالب واقعي حقيقي، ليحكي قصة صحفي يمني منذ ولادته في قريته بمحافظة "إب" عام 1978م، ومراحل حياته اللاحقة بين الدراسة والشعر، وصولا إلى التحاقه بالعمل الصحفي بصنعاء، حتى رحيله خارج بلاده اليمن عام 2014م.
وبين هذه الأحداث روى الكاتب قصة ميلاده وطفولته وقصة "تعز" المدينة التي عاش فيها وحكاياته مع الشعر والنشر، وأيام الصحافة المرة.
وفي قالب سردي وروائي واقعي، لخص الكاتب مراحل عمله الصحفي، بما في ذلك تجربته مع القمع السلطوي وحال الصحافة في اليمن، ككل، في عهد علي عبد الله صالح، على لسان من عاشها. كما أحتوى الكتاب على جانب تاريخي، سرد خلاله الكاتب تاريخ الأحداث المفصلية التي عاشها اليمن خلال تلك الفترة؛ مرورا بحرب الحوثيين في صعده 2004 م، والحراك الجنوبي عام 2007م، وصولا إلى الإنتفاضة الشعبية المعروفة بثورة فبراير 2011م، حيث كان اليمن أحد بلدان الربيع العربي.
وبأسلوب سردي، أيضا، ختم الكاتب رحلته بشرح أسباب دخول اليمن في أتون الحرب عام 2014م ، من خلال استعراض شخوص ورموز الأزمة في اليمن، ممسكا بأدوات الشكل السردي، خارجا عن النمط المحدد للرواية الخيالية.
وبهذه الطريقة، جمع الكتاب بن دفتيه تاريخ مراحل مهمة ومفصلية من تاريخ اليمن الحديث، لم تكتب من قبل على هذا النحو، وكان يمكن أن توثق بشكل لايخدم الحقيقة.
الجمع بين السيرة والتغريبة
لقد بدأت رحلة الكاتب عند رحيله من جنة الريف في مدينة إب اليمنية الجميلة، نزولا عند رغبة والده الذي قرر أخذه من أحضان قريته الوادعة إلى المدينة للدراسة، وأنتهت برحيله عندما بدأت نذر الحرب في اليمن عام 2014م. ولازال- كغيره من اليمنيين- مشردا خارج بلده بسبب الحرب، ليعبر بذلك عن التغريبة اليمنية.
ومن هنا جاءت تسمية الكتاب، بيد أن رحلة الكاتب لن تتوقف هنا، فبعد الحرب سيكون هناك كتاب آخر عن هذه التغريبة، التي وزعت اليمنيين في المنافي، وقذفتهم في جحيم الحرب التي لا ترحم.