منذ 27 فبراير/شباط الماضي مع تأكيد أول إصابة بفيروس كورونا في قطر تراجعت حركة الناس في الأماكن العامة، تبعاً للإجراءات الاحترازية في البلاد.
ومن ذلك، باتت الساحات التي يزورها الحمام ليجد طعامه وماءه شبه خالية من الزوار، سواء تلك التي نشأت بتطوع من السكان أو التي خصصت في المعالم السياحية، وأشهرها سوق واقف الذي ما زالت مقاهيه ومطاعمه مقفلة.
ترافقت إجراءات التباعد مع حلول شهر رمضان، وارتفاع تدريجي في درجات الحرارة.
لكن اليمني حسين السعدي (67 عاماً) المتقاعد من إدارة النقليات بوزارة التربية والتعليم القطرية، ما زال يواصل إطعام الحمام وسقايته، بإحساس بالمسؤولية أكبر من السابق، بعد أن أصبح الحمام يفتقد الزوار الذين يشترون أكياس الحبوب وينثرونها.
منذ أربعين عاماً يتولى هذه المهمة. وحين التقاه "العربي الجديد" كان يتوجه بسيارته إلى ساحة ترابية في منطقة المعمورة، عمل مالكها على تمهيدها لتسهيل مهمة رعاية الحمام.
يوفر السعدي الكمية المطلوبة من الشعير في برميل بلاستيكي، ويزود الحوض بالماء.
لكن الفيديو يظهر بركة ماء كبيرة، وهذه تشكلت بعد سقوط المطر، ما جعل الماء متوافراً، على غير ما اعتاد عليه الحمام، فهذه الطيور وفقاً لما يقول، تخشى حركة الماء، وتفضل أن تشرب من الأحواض.
يقيم السعدي علاقة طيبة مع الحمام، حتى إنها تبدأ بالتجمع فور أن تلمح سيارته.
ينهي مهمته التطوعية في هذه الساحة، ويتحول إلى منطقة النجمة التي تبعد بضعة كيلومترات، حيث يوجد ما يعرف بـ"الحراج" وهو سوق اشتهر ببيع الأشياء المستعملة، وأقفل بعد اكتشاف إصابات بفيروس كورونا.
غير أن الرجل يملك تصريح دخول لأداء مهمته التطوعية في رعاية حمام السوق.
يحرص السعدي على هذه العادة، حتى وهو مقيد بالقفازات والكمامة، وفي شهر الصيام، لا يفوته يوم دون الاطمئنان على هذه الطيور، التي لا تعرف ما الذي وقع فجأة في العالم.
العربي الجديد