تستمر معاناة النازحين داخل اليمن، منذ اندلاع شرارة الصراع بين الحكومة وجماعة "الحوثي"، عام 2014، حيث اضطرت عائلات كثيرة إلى ترك منازلها والنزوح إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمن.
وتعد مدينة حجة (شمال غرب) إحدى المدن التي شهدت معارك ضارية أجبرت الكثير من العائلات على النزوح.
من بين تلك العائلات عائلة يوسف نبهان الحجولي، الذي غادر منزله بعد أن سيطر الحوثيون على مدينته.
رحلة نزوح شاقة
الحجولي قال للأناضول إنه تخرج من كلية إدارة الأعمال في جامعة صنعاء، عام 2011، ثم عاد إلى مدينته، حيث عُين نائبا لمدير دائرة الضرائب في حجة، واستمر في منصبه حتى سيطرة الحوثيين على المدينة.
وتابع أنهم باتوا هدفا لجماعة الحوثي؛ ما أجبره على النزوح من حجة إلى مدينة الجوف، برفقة 33 من أفراد عائلته وأقربائه.
وأضاف: "اتفقت مع المهربين في يناير/ كانون الثاني 2016 على مبلغ 100 ألف ريال يمني (نحو 400 دولار حاليا) لقاء تهريب كل شخص من عائلتي".
وتابع: "سلكنا طرق نائية خلال الرحلة، لكي لا نمر على نقاط التفتيش، وإلا كنا قد تعرضنا جميعا للاعتقال".
وأوضح أن الرحلة كانت شاقة جدا؛ بسبب كثرة عدد أفراد المجموعة، حيث استغرقت حوالي ثلاثة أيام، إذ كان عليهم الابتعاد عن أماكن تواجد قوات الحوثي.
وتتواصل في اليمن حرب داخلت عامها الخامس، بين القوات الموالية للحكومة وقوات الحوثيين، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
إصابة خطيرة
النازح اليمني قال إن الجوف استقبلت الكثير من النازحيين منذ اندلاع الصراع؛ ما زاد من صعوبة عثورهم على خيام أو مأوى عند وصولهم المدينة، ومن ثم استقروا في منزل برفقة أربع عائلات.
وأردف الحجولي أنه بعدما استقر في الجوف، تقدمت قوات الحوثي نحو المدينة، ما دفعه إلى حمل السلاح، والالتحاق بخطوط الجبهة.
وتابع: "قبل ثلاثة أعوام، أُصبت بالشلل في الطرف السفلي من جسمي؛ بسبب إصابة في النخاع الشوكي، خلال صد هجوم لقوات الحوثي".
وأردف: "لم أتمكن من الخضوع لجراحة حينها، بسبب انقطاع حوالي 80 بالمئة من الأعصاب في الأطراف السفلية، وكثرة حالات الشلل في المستشفى".
وأضاف أن المنزل الذي يسكن فيه مصنوع من الطين، وهو معرض للتهدم في أي لحظة، ويحتاج إلى ترميم بأسرع وقت.
وأوضح أنه يسكن معه في هذا المنزل 21 شخصا، بينهم 16 طفلا.
وشدد على أنهم لا يمتلكون قدرات مالية لترميم المنزل؛ بسبب قلة فرص العمل في المنطقة.
وشدد على أن الحرب أثرت سلبا على الكثيرين، سواء كانوا صغارا أم كبارا، حيث فقد البعض آبائهم، وفقدت نساء أزواجهن.
وأعرب عن أمله "في القضاء على الميليشيات الحوثية، التي نشرت الفوضى والخراب".
ومضى قائلا: "ومع انتهاء الحرب سيكون علينا العمل بجد، والأهم سيصبح بإمكاننا الحلم والأمل من جديد.. لن نيأس إطلاقا، ونأمل بأن نعود إلى ديارنا وحياتنا اليومية القديمة".
وتبذل الأمم المتحدة جهودا متعثر للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب، التي جعلت معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ويزيد من تعقيدات النزاع اليمني أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران.