السامعي في "الطريق إلى تعز"

[ غلاف رواية "الطريق إلى تعز" للكاتب الصحفي توفيق السامعي ]

 "كانت تعتمل في رأسي ثورة عارمة على هذا الوضع، وباستقراء التاريخ اليمني الوسيط في القرنين السادس والسابع الهجري، وجدت أن الظروف مشابهة تماماً لما يجري حالياً في اليمن، خاصة المحافظات الشمالية منه، وعودة التمردات، ومحاولة إعادة الإمامة مجدداً من صعدة التي كانت مكان التمرد قديماً وحديثاً".
 
بتلك العبارة، المقتبسة من المقدمة، لخص الصحفي اليمني توفيق السامعي الفكرة الرئيسية التي تمحورت حولها روايته الجديدة "في الطريق إلى تعز"، الصادرة مؤخرا عن "مؤسسة أروقة للنشر"، والتي سلط من خلالها الضوء على الفكر الإمامي في العصر اليمني الوسيط (مع قيام الدولة الرسولية)، وصولا إلى استشراف ما تعيشه اليمن اليوم من أزمة سياسية كنتيجة طبيعية لما يقوم عليه ذلك الفكر الذي حكم اليمن لقرون.
 
وأوضح السامعي لـ"يمن شباب نت" أن اختياره للتاريخ كمسار تمحورت حوله أحداث روايته، بعد كل هذه القرون، جاء نتاج ابحاثه المكثفة في التاريخ اليمني وملاحظته وجود "تشابه كبير بين أحداث الأمس وأحداث اليوم"، الأمر الذي جعله يستلهم فكرة "إسقاط تلك الأحداث التاريخية على ما يحدث اليوم، والعكس".
 
وأضاف "فالتشابه وصل حد التطابق الكلي، بين الانقلاب الماضي وانقلاب الحاضر، وكان ميدانها الأبرز محافظة تعز". وهذا ما يفسر اختياره لهذا العنوان.
 
 ولعل من المثير، تلك القدرة التي ظهر بها الكاتب في استشراف الأزمة اليمنية الحالية- بما آلت إليه اليوم من صراعات داخلية سببها المشروع الإمامي الجديد- بناء على ما بدت له من معالمها الأولية منذ العام 2006، حيث شرع في كتابة روايته. ومع أنه أنتهى من كتابتها في العام 2007، كما يؤكد، إلا أن من يقرأها يعتقد أنها كتبت اليوم.
 
ومن خلال أبحاثه التاريخية المتخصصة في المشروع الحوثي والإمامي بشكل عام، أستشف الكاتب أن حروب صعدة الأولى، بين الدولة والحوثيين، كانت مؤشراً لعودة المشروع الإمامي مجدداً. كما يقول، مضيفا: "حيث أنهم يكررون تاريخهم خطوة خطوة. وبكل رتابة يستطيع المتتبع لهم ولتاريخهم التنبؤ بما ستؤول إليه تحركاتهم".
 
 قدم للرواية، التي تقع في 370 صفحة من القطع الصغير، الأستاذ الدكتور أبو بكر البابكري، أستاذ الأدب العربي الحديث في جامعتي صنعاء والملك خالد بن عبد العزيز في أبها.
 
وفي مقدمته، أشاد البابكري بالنص وبالمؤلف، معتبرا أن للرواية "من المغازي والرسائل السياسية الشيء الكثير؛ حيث أنها تسقط الماضي على الحاضر والعكس؛ لأن الأحداث التاريخية تكرر نفسها، وعودة الفاعلين فيه من أحفاد الأئمة اليوم وتمرداتهم كما كان أجدادهم في السابق في التاريخ اليمني الوسيط، حيث تاريخ وأحداث الرواية".
 
ورغم إنجازها في أبريل 2007، إلا أن الرواية رأت النور مؤخرا، بعد أثني عشر عاما، بسبب معوقات وتحديات، استعرض الكاتب جانباً منها في المقدمة.
 
يُذكر أن الكاتب والصحفي توفيق السامعي باحث في التاريخ الإمامي والحوثي، وله كتب تاريخية ولغوية متعددة جاهزة للطباعة. وتعتبر روايته "الطريق إلى تعز" هي الإصدار الثاني له بعد كتابه "اللغة اليمنية في القرآن الكريم" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب بصنعاء عام 2013.
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر