على غير العادة توجت يوم 10 سبتمبر الجاري، قصة حب بعقد نكاح شرعي دارت احداثه في مدينة التربة بتعز، ومن غير المقبول في مجتمعنا أن تطلب الأنثى المهمشة الزواج بقبيلي فتحظى بزوج لكن الشابين أصرا على اكمال الحياة بالقران الشرعي حتى لا يفوت قطار الحب فمن غير الجائز إشعار أحدهما بالتفرقة العنصرية فتستمر حياة الحرمان وضل الصمت حليفها ست سنوات سراً خوفا من عادات وتقاليد المجتمع لهذا الزواج الذي تعتبره العادات عيب كبير ولاتتم طقوس مراسم الزواج إلا بعد التأكد من اصلها وفصلها ولم يعد الايضمان والتقوى وصلاح الشاب مقياسا بل الحسب والنسب أقوى المقاييس للقبول في وسط مجتمع قبلي لايرحم.
فريدة عبده محمد احمد المقرمي(22)عاما قالت أنها حرمت من التعليم ووالدها متوفياً ويعولها شقيقها الأكبر من الأبوين عبده يعمل بمهنة اسكافي الذي قال :"عندما تقدم الشاب طاهر للزواج من شقيقتي وافقت مباشرة ولم اتردد بعد أخذ الإذن منها بالقبول منه".
فريدة رفضت العديد من الخطاب المتقدمين للزواج منها وقالت:" قلبي رفض العديد واستقر على طاهر " معللة بأنه انسان مقطوع من شجرة وطيب ويسكن معنا منذ فترة وعن المهر قالت ان موكلها استلم (25000) ريال وباقي (125000) ريال ومؤخر صداق (100000)ريالا حسب الاتفاق المبرم بين الجانبين .
وعن بداية مشوار الحب أكدت فريدة ان طاهر عبده احمد انسان محترم ويعيش مع اسرتها في منزل مشترك وجذبني بحبه فيمنع خروجي للسول في الأسواق ويوفر بعض الإحتياجات الضرورية ويتمز بالكرم والأخلاق النبيلة.
وعن نظرة المجتمع لها قالت أنها لاتعير هذا الموضوع أي اهتمام مهما يقولوا الناس عنا وقصة زواجي ليست الأولى فقد سبقتني قصص مماثلة هنا في التربة وهذه لست الأولى أما فتور العلاقة بينهما بينهما مستقبلاً فقالت أنا واثقة به بأنه لن يتخلى عني فقد كسرنا حاجز الخوف والتهميش وماربطني به أنه محارب من أهله واتهموه بالجنون ووعدت انها ستعيش معه في أي مكان إلا قريته فلن تقبل لأن اسرته لن ترضى بعودته بينهم.
وفي سياق متصل قال طاهر عبده احمد (35) عاما خريج دبلوم حاسوب ولم يحصل على وظيفة فاشتغل عامل بالأجر اليومي أما قصة الارتباط بمهمشة فقال :"انتظرت فترة من الزمن وخطبها منذ ستة اشهر وترددت على اربعة أمناء شرعيين بالمنطقة لكتابة العقد فرقضوا العقد الشرعي بحجة التفرقة العنصرية فالزوج قبيلي من قدس والزوجة مهمشة ذات اللون الأسود الداكن.
وأضاف:"اليوم اشعر بالسعادة بكتب الكتاب وستكون الوليمة بأقرب وقت بعد تجهيز المهر المتفق مع اهلها" وأضاف بالقول:"حبي لفريدة لايوصف وأنا مؤمن بأنه لافرق بين ابيض وأسود إلا بالتقوى وعندما تعرفت عليها وجدتها تبادلني الحب وصبرت ست سنوات حتى تكلل بالزواج ولم تبق إلا الوليمة والإشهار ".وأضاف مازحا:"انتم معزومبن وعليكم عقود الفل".
طاهر بدى سعيدا وواثق من اسرة فريدة واصفا اياهم بالناس الطيبين وأخلاقهم عالية أما كلام الناس فقال لايهم ماسيقولون فقد ارتبط بفريدة عن حب لايمكن وصفه إلا بحب فوق السحاب.
من جهة أخرى القاضي خالد علي عبدالله بني غازي سأل الشابين عن قبول الزواج ببعضهما فوافقا على ذلك ولعدم وجود بطاقات اثبات هوية فقد عرف بهما شاهدين عدلين فحرر عقد النكاح في مقر منظمة انترسوس العالمية بالتربة بحضور عدد من الشهود.
وفي تصريح مدير مكتب منظمة انترسوس الإيطالية بالتربة المهندس وهيب حزام قال فيه:" هذا العمل إنساني بحت انطلاقا من قول الله تعالى(ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) وبما أن الحب حصل فقد تكلل بعقد القران وأتمنى لهما التوفيق في حياة زوجية سعيدة".
من جانبه قال محامي المنظمة عادل الحمداني" يوجد تفرقة عنصرية في المجتمع اليمني وقد حاول الشابين عدة محاولات لإجراء العقد فرفض الأمناء الشرعيين في المنطقة بسبب أن الزوج قبيلي والزوجة مهمشة وهذه تفرقة يمقتها الشرع والدين الإسلامي ويجب القضاء على هذه الظاهرة وقد سعينا للتوفيق بين الشابين من خلال اتمام عقد قران المذكورين لدى منظمة انترسوس".
وفي سياق متصل قالت الباحثة الاجتماعية بالمنظمة الأستاذة فاطمة النظاري:" اشكركم على اهتمامكم بهذه القضية المهمة والحساسة ،ومثل. هذا الحدث الذي يعتبر بادرة طيبه وعمل انساني بحت في التوفيق لهذا الزواج الذي كسر حاجز التفرقة في مجتمعنا اليمني لأن هذه المعاملة واضحة في الشارع وفي المجتمع وأعتقد أن العنصرية والانكماش في المجتمع اليمني مازال يمارس بصوره علنية وغير علنية ضد كل ما هو اسود حيث لا تجد قوانين حقوق تكفل حياة المهمشين لأن هناك جهل كبير في نهج الإسلام الذي يدعو أصلا إلى المجتمع المدني ..نعم نحن نرى أن هناك عنصريه كبيرة ضد إخواننا السود وللأسف نفتقر لثقافة التثقيف ضد كل تمييز بين ابناء البشر وخصوصا في مجتمعنا العربي".
السائقان عمرو شلبي ومحمد عبدالباري باركا للعريسين أما علاء عبدالحميد وفؤاد اليوسفي ورضوان الفقيه وأيمن سلطان اتفقوا أن الزواج بين الشابين بعد علاقة حب عاصفة لن تسلم من ألسنة الناس ذات العقول المتمسكة بالخلفيات القبلية والعادات والتقاليد الرافضة لمثل هذا الزواج وعلى الزوجة المهمشة أن تبقى تعيش في أجواءٍ خرافية وكما يقولون "إذا عرف السبب بطل العجب".