اختتمت اليوم بصنعاء ندوة حول تقنيات جراحة الحرب والتي نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان.
وخلال الندوة التي استمرت ثلاثة أيام تلقى حوالي اربعين جراح وكادر طبي، يعملون في المستشفيات الرئيسية في بعض المحافظات المتضررة من النزاع في اليمن بما فيها محافظة تعز وصعدة وصنعاء والحديدة والجوف وحجة، محاضرات حول كيفية التعامل مع إصابات الألغام وبتر الأطراف وإدارة الإصابات الجماعية والجروح الناتجة عن النزاع المسلح التي تعيشه البلد منذ أكثر من عشرين شهرا.
وقال الدكتور ماركو بالدان، أحد المحاضرين في الندوة وهو ايضاً أحد جراحي اللجنة الدولية "إننا نحاول تدريب المشاركين وتعزيز قدراتهم على التعامل مع الإصابات الناتجة عن الأسلحة والطرق المثلى في التعامل مع مثل هذه الإصابات".
واضاف الدكتور بالدان ان الندوة هي فرصة لتبادل الخبرات مع الجراحين اليمنيين في كيفية القيام بالعمليات الجراحية في ظل محدودية الموارد وبالمواد المتاحة والبسيطة .
وقال ان دعم العاملين في مجال الصحة بما في ذلك الجراحين من خلال تدريبهم على التقنيات الخاصة بجراحة الحرب امر بالغ الأهمية في مساعدة المرافق الصحية في انقاذ حياة وارواح الجرحى في عموم اليمن.
في حين أشاد أحد الكوادر الصحية المشاركة في الندوة الأخ نعمان حاجب على أن مثل هذه الندوات هي شيء مهم جداً لتأهيل الكادر الذي يعمل في الميدان.
وحول محدودية الإمكانات والتحديات التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي يقول الدكتور أحمد الرياشي وهو احد المشاركين في الندوة ان غياب المستلزمات الطبية والأجهزة يعيق عمله كـجراح بالإضافة إلى غياب العديد من المستلزمات الطبية والأدوية وكذلك الأجهزة الأساسية التي تفتقر إلى الصيانة. كل هذه الأمور ساهمت بشكل مباشر في تردي الوضع الصحي في البلد.
ويقول أنه حتى في حين تواجد كوادر مؤهله إلا أن الطبيب بحاجه ماسه للحماية حتى يؤدي دوره في خدمة المرضى فالثقافة المجتمعية بعدم احترام حيادية الطبيب والتأثير عليه في اتخاذ قراراته تلعب دوراً هاما في عرقلة عمل الطبيب.
ومن جانبه تحدث الدكتورماهرالجويد من هيئة مستشفى ذمار العام أن الحرب والأوضاع الاقتصادية أثرت بشكل مباشر على تردي الوضع الصحي في اليمن. وقال الدكتور الجويد أن عمليات النزوح من مناطق الصراع المختلفة الى مدينة ذمار وتزايد عدد المرضى أثر على قدرة الأطباء في استقبالهم للمرضى.
وحول التعامل واهمية التعامل مع الإصابات الناجمة عن الصراع المسلح قال الدكتور نبيل ونس وهو أحد الأطباء الذين حضروا الندوة من محافظة الحديدة "اننا نعمل تحت ضغط شديد، ومعظم حالات جرحى الحرب تعد حالات حرجة وخطيرة وتتطلب الكثير من الوقت والمتابعة".
واوضح الدكتور نبيل ان الإصابات الناجمة عن الصراع المسلح مختلفة عن تلك الإصابات العادية التي نراها من يوم الى اخر في الأوضاع العادية. فالإصابات الناتجة عن القصف والانفجارات والقنابل لها خصائص تميزها عن الإصابات الأخرى، وتحتاج الى المزيد من العناية .
وقد تسبب الصراع الحالي في البلاد الى تزايدات الاعتداءات على مرافق الرعاية الصحية بطريقة مباشرة اوغير مباشرة. اما المناطق الأكثر تضرراً فتتعامل المستشفيات، التي لازالت تقوم بأعمالها، مع عدد كبير من الإصابات التي غالباً ما تتدفق في آن واحد في ظل نقص حاد في الموارد والامدادات.
وخلال هذا العام عقدت اللجنة الدولية ندوة مماثلة لـجراحين من محافظة عدن وابين وشبوة وحضرموت ولحج نظراً لخبرتها في العمل في مناطق الصراع حول العالم وخاصة معرفتها الواسعة في مجال جراحة الحرب.